<body><script type="text/javascript"> function setAttributeOnload(object, attribute, val) { if(window.addEventListener) { window.addEventListener('load', function(){ object[attribute] = val; }, false); } else { window.attachEvent('onload', function(){ object[attribute] = val; }); } } </script> <div id="navbar-iframe-container"></div> <script type="text/javascript" src="https://apis.google.com/js/platform.js"></script> <script type="text/javascript"> gapi.load("gapi.iframes:gapi.iframes.style.bubble", function() { if (gapi.iframes && gapi.iframes.getContext) { gapi.iframes.getContext().openChild({ url: 'https://www.blogger.com/navbar.g?targetBlogID\x3d3949814841454104734\x26blogName\x3dJumpcut\x26publishMode\x3dPUBLISH_MODE_BLOGSPOT\x26navbarType\x3dLIGHT\x26layoutType\x3dCLASSIC\x26searchRoot\x3dhttps://filcut.blogspot.com/search\x26blogLocale\x3dar\x26v\x3d2\x26homepageUrl\x3dhttp://filcut.blogspot.com/\x26vt\x3d4046163276235872092', where: document.getElementById("navbar-iframe-container"), id: "navbar-iframe" }); } }); </script>

Jumpcut

زاوية الفيل ـ حسن بلاسم

فيديو عراقي : انطباع وتحريض

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008












حسن بلاسم

بالطبع ان مشهد بركة دم هو مشهد انساني مؤثر ووثيقة عار في وجه الانسانية التي تتخبط في شرورها. لكن بركة الدم حين تدخل حيز الفن عليه أن يصونها من التلف والمتاجرة. فنقل بركة الدم هذه من اجل مكاسب بائسة في مهرجانات واعراس يعني صيرورة الفنان تاجر دم يبيعه ملوثا بالوجع والرعب لزبائن مشغولين بالتصفيق وتقاسم موائد المهرجانات. هكذا لا ينتظر صانع الفيديو* العراقي أكثر مما يحدث في البلاد، وليترك المغامرة على صعيد الشكل. إذ لايمكن أن يكون الأرهابي اكثر جرأة من الفنان. الأرهابي يصنع الجحيم بأغرب اشكاله وهو ينسف نفسه وسط الشارع ، بينما الفنان يدعي أنه مسالم، وكاميراه ترتجف امام الخراب. وهو لايقدم غير تغطيات خبرية اصبحت مملة وساذجة، وسوقها الوحيد هو المهرجانات العاطفية.

...

تحتاج أعمال الفيديو العراقية ، سواء القصيرة أو الروائية ، الى المزيد من العنف الشعري على صعيد الشكل. كلنا يعرف ما قاله الجاحظ : الافكار ملقاة على قارعة الطريق. وكلنا يعلم ان القضية هي قضية اسلوب. لست هنا بصدد أبتكار أساليب لصناع افلام الفيديو، فهذا الموضوع بحاجة الى موهبة مدربة واقدار اخرى غامضة. وانا الآخر مجرد هاو لفن الفيديو والسينما. لكنني هنا أحرض على العنف الشكلي لأعمال الفيديو. وأحاول ان أفكر بصوت مسموع مع اصداقئي وزملائي الذين يعملون في مجال الفيديو. والحديث هنا يخص مبدعينا في العراق وخارجه. لقد أتيحت لي في الفترة الأخيرة الأطلاع على بعض تجارب الفيديو من داخل العراق ومن خارجه. في الحقيقة لا أريد ان اكون متشائما الى الحد الذي اغبن فيه حق المبدعين الذين صنعوا افلاما في ظروف وامكانيات صعبة ان لم تكن خرافية ايضا. لكن نظرة شجاعة الى مثل هذه الاعمال التي تنجز اليوم تدفع المراقب الى ان يشعر بالأسف على الخدعة او اللعبة الساذجة التي يريدها الآخرون لصناع الفيديو. فأعمال الفيديو العراقية التي انجزت بعد سقوط الديكتاتور واحتلال العراق ، حتى يومنا هذا ، تنقسم الى قسمين: أعمال يمكن تسميتها ب ـ افلام العودة ـ وهي التي ينجزها مخرجون يعيشون في الخارج، حيث يعودون مع كاميرات فيديو محمولة خفيفة، ليرجعوا مرة أخرى الى بلدانهم في الغربة بأفلام حنين استشراقية بأمتياز. وكأن صناع الفيلم اولئك لم يكونوا على أطلاع على ماكان يحدث طوال العقود الماضية من تخريب وتفكيك للمجتمع العراقي ، وكأنهم فرنسيون شاهدوا للمرة الاولى في حياتهم عجوزا ملتفة بالسواد وهي تبيع حب عباد الشمس امام مستوصف طبي. والفئة الثانية من الأعمال التي أتحدث عنها هي أعمال يمكننا القول عنها أنها مجرد افلام ندب وبكاء ولطم. بالطبع هناك استثناءات في انجاز الفيديو العراقي اليوم، ومنها تجارب مميزة انجزت داخل العراق وخارجه.

......

أليس من المفترض ان يكون هناك بون كبير بين التقرير الخبري وبين فن الفيديو ـ الفيلم ـ. كما ينبغي الأنتباه الى ان المهرجانات العالمية ليست هي المقياس لجودة الفيلم ، فالمهرجانات هي ايضا اسواق ـ اسواق تصر اليوم على طلب الافلام العراقية لأغراض عاطفية اولا ، تتعلق بدغدغة مشاعر الاوربين الغاضبين على امريكا، وتسويق الصورة القادمة من العراق وأيّ كانت جودتها. ولو كان بمكنة صناع الفيلم في اوربا ان يحملوا كاميراتهم الى العراق ، لما كان هنالك مجال لمنافسة افلام الفيديو التي يصنعها الشباب اليوم في العراق. ولكانت الجوائز والتصفيق ـ وهي بنظري امور صغيرة وسطحية ـ من نصيبهم ايضا. علينا أن ننسى مايريده الآخر منا بالطريقة المعلبة والجاهزة ، إذ علينا أن ندهش نفوسنا قبل أن ندهش الآخرين. أعرف انني قلت ذلك من قبل. لكن يواصل صناع الفيديو في العراق العمل كمراسلين لأخبار الدمار. بالطبع لاضير من ان تطوف الصور المهرجانات. لكن عليها أن تكون ذات قيمة فنية على الاقل. هناك قضية بديهية اسمها شكل الفيلم. بينما اغلب اعمال الفيديو العراقية اليوم تحاول استغلال بشاعة الصورة في العراق فقط. في حين ينسى المبدع ان ظروف مثل ظروف العراق يمكنها ان تخلق اشكالا جديدة في التعبير. ولايمكن حمل الجثة المحترقة من الشارع بطريقة مسالمة. فعين الكاميرا المبدعة ليست نقالة أسعاف ولاهي عين هذه الوكالة للأنباء ولا تلك. لايمكن الأعتماد على طاقة الموضوع حسب ، فهي طاقة تنضب بسرعة ، وتموت مثل بطارية المصباح. لكن الموضوع الذي يدخل وينصهر ضمن اشكال جديدة وجريئة ـ وأنا أتكلم هناعن البديهيات من أجل التذكير فحسب ـ يكون وكأن شرنقة سحرية تحفظه من التلف. والحديث عن الشعر في السينما ليس مطلبا جديدا ، لكنه تحريض انساني وابداعي قبل كل شئ ، ونحن نواصل الطرق عليه من اجل الخروج من قمقم المسلمات. فعند الحديث ، مثلا، عن الطاقة الشعرية في احد الافلام الروائية نكون كمن يريد ان يدلل للجمهور على أن الشعر كائن في الفيلم الروائي ، لكنه بحاجة الى عين مجهرية. و إذا نظرنا اليوم الى أعمال ـ الفيديو آرت والفيديو التجريبي والوثائقي ـ نجدها ، وبأوضح صورة ، اعمالا ابداعية متشربة بالشعر. إن المتلقي لا يحتاج هنا الا الى عين انسانية متواضعة كي يرفّ جفنه مرتين أو أكثر ، على مايشاهده وملامسة الشعر قلبه ،كي يخرج من جلده ويعيد ترتيب واقعه الشخصي والواقع الكارثي الجمعي الذي نعيشه...


....

أعرف ان التهمة الجاهزة بالطريقة العراقية هي نعت واحد مثلي ب (البطران). لكنني لا أدعو هنا إلى النزول الى الشارع بكاميرا فيديو والانتحار، فأنا ادرك مخاطر الشارع وأعرف الى اي خراب وصل. لكنني أتحدث عن تلك الأعمال التي تخرج الآن الى النور. أتحدث عن تلك الأعمال ، حتى ولو صنعت في أستوديو مغلق او غرفة نوم وبميزانية فقيرة. فأنا أتكلم عن أبتكار أشكال جديدة من رحم الكارثة ، عن عنف شعري على صعيد الشكل ،عن المغامرة في حركة الكاميرا و سكونها، عن المونتاج الذي عليه أن يكف عن كونه لقطة تلصق بلقطة. أنا اتحدث عن الروح المسحوقة التي تصبح شكلا ابداعيا ، أتحدث عن سيناريوهات ليست المهرجانات غايتها. أنا اجد أن الشعر الرصين هو الطريق الوحيد لتشذيب الزائد من العواطف والنظر الى الوجود بعين مجهرية متمردة ، عين يدميها الواقع لكنها تصر على النظر بحيادية وعمق. فالفن الحقيقي ينجزه المغامرون الذين تدربوا طويلا في غرف التعذيب الوحشي لهذا الوجود المر والمريب، وليس التهائون في ألعاب الواقع الساذجة. الفنان ليس طفل ساذجا، وهو ليس بحاجة الى الرضع من اثداء المهرجانات السيليكونية ، إنه مملكة شعرية بمواجهة مملكة الواقع الدموية والزائفة ...
كفى بديهيات ياحسن ؟



* أنا أتحدث عن فن الفيديو بدل السينما ، فالسينما العراقية معطلة ، بينما هناك اليوم الكثير من اعمال فيديو .


المواقع السينمائية على شبكة الانترنيت

السبت، 11 أكتوبر 2008




المواقع السينمائية على شبكة الانترنيت.... ما لها وما عليها!


يوخنا دانيال – بغداد




تعجّ شبكة المعلومات العالمية بآلاف المواقع ( Websites ) والمدونات ( Bloggers ) المتخصصة بالسينما وأخبارها ونجومها وفنونها وكل ما يتعلق بشؤون وشجون صناعة السينما في جميع أنحاء العالم، وبمختلف اللغات الحية. وبالتأكيد فان أهم المواقع هي التي تكون باللغة الانكليزية، وربما غيرها من اللغات الأوروبية مثل الفرنسية والألمانية والايطالية والاسبانية، وحتى هذه الأخيرة تتضمن أقساماً او خيارات باللغة الانكليزية. لكن المواقع والمدونات باللغة العربية قليلة جدا بالمقارنة باللغات الأخرى، كما ان المواقع والمدونات المهمة والمفيدة منها لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة .... وأغلبها يتمركز في عواصم أوروبية.
يلاحظ الباحث والقاريء العادي ندرة المجلات والدوريات السينمائية بشكل عام باللغة العربية، في حين تتكاثر وتتناسل مثل هذه المطبوعات باللغات الانكليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الحية. لقد أصبح من المتفق عليه ان الثقافة السينمائية أصبحت ضرورة لجميع المثقفين والفنانين في الوقت الحاضر، بالنظر لأهمية السينما في العالم أجمع كفن ووسيلة تواصل بين الشعوب والثقافات، اضافة الى دورها الدعائي والاعلامي. وبالنظر لهذا الفراغ الهائل، انبعثت المواقع الالكترونية السينمائية باللغة العربية لملاحقة التطورات والأحداث والمناسبات في السينما العربية والعالمية أيضا. وبينما تمتاز معظم المواقع السينمائية غير العربية بتخصصها عادة، كأن تهتم بالمهرجانات السينمائية او بالجوائز السينمائية او بأنواع معينة من الأفلام (بوليسية، إثارة، رعب، سياسية) او بنجوم ومشاهير او شركات انتاج او استوديوهات كبرى مثلاً ... فان المواقع والمدونات العربية تحاول أن تغطي معظم القضايا المهمة او التي تبدو مهمة في عالم السينما بالنسبة للسينمائيين والمشاهدين في العالم العربي.
وفي حين ان معظم المواقع السينمائية باللغات غير العربية تتبع مؤسسات قائمة كأن تكون مهرجانات او مجلات او شركات انتاج او غيرها ... فان المواقع والمدونات العربية المهمة هي شخصية او فردية في أغلب الأحوال، يشرف عليها نقاد سينمائيون متفانون وينفقون عليها من مالهم ووقتهم الخاص ... ولا تجد الدعم والمساندة ولا حتى الاعلانات والدعايات، مما يؤدي الى توقف او إغلاق بعضها جزئياً او كلياً أحياناً. وفي هذا المجال يجب ان نوضح : ان غياب المجلات والدوريات السينمائية او شحة المواقع الالكترونية، لا يعني أبدا ندرة او قلة الكتابات السينمائية في العالم العربي ... إذ قلما تخلو صحيفة او مجلة رصينة او موقع الكتروني منوع من مقالات في النقد والاعلام السينمائي، أسبوعياً على الأقل. الصحف العربية المهمة مثل الحياة والنهار والسفير والشرق الأوسط والأهرام والبيان والاتحاد والرأي وغيرها نجد فيها العديد من المقالات النقدية والمتابعات في السينما العربية والعالمية أيضا ... لكن حقيقة غياب المجلات لا يمكن إنكارها، والمواقع السينمائية العربية تحاول سدّ الفراغ.
عاشق السينما في السابق – ناهيك عن الباحث المتخصص – كان يجد صعوبات بسبب عدم توفر المجلات والصحف الأجنبية او عدم تمكنه من لغة أجنبية لغرض الوصول الى المعلومات السينمائية ... اضافة الى هيمنة المجلات الفنية "السطحية" التقليدية من لبنان ومصر على الخصوص، بتركيزها المزمن على الجوانب الشخصية والمثيرة والشائعات في حياة النجوم والفنانين. اليوم، تبدو شبكة المعلومات الدولية أكثر تنوعاً وغنىً وديمقراطيةً في توزيع ونشر المعلومات وايصال الأصوات الخافتة والمكبوتة في معظم جوانب الحياة، وعلى الأخص في الثقافة والفنون ... ومن بينها السينما والقضايا المتصلة بها وشؤون العاملين فيها بشكل عام.


مواقع سينمائية عربية مهمة


موقع سينماتيك حداد
www.cinematechhaddad.com
وهو الموقع الشخصي للناقد البحريني الاستاذ حسن حداد، عاشق السينما الدؤوب والباحث عن أخبارها في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية المختلفة. من أهم معالم الموقع هي خدمة "كتبوا في السينما" : وهي توثيق شامل لأهم المقالات النقدية والعروض والمتابعات في كبريات الصحف العربية لأهم النقاد وكتّاب السينما العرب مثل سمير فريد، ابراهيم العريس، صلاح هاشم، محمد رضا، نديم جرجورة .... وغيرهم. وفي أحيان كثيرة، تتحول المقالات الى ملفات خاصة كبيرة عندما يجمعها موضوع مشترك مثل فلم معين ( آلام المسيح، عمارة يعقوبيان ... وغيرها ) او مهرجان ما ( القاهرة، كان، برلين ... وغيرها ). هذا الموقع الجميل تأسس في كانون الثاني/يناير عام 2004، وهو يقوم منذ ذلك الوقت بأرشفة وتوثيق معظم المقالات السينمائية في الصحف العربية الرئيسية في مختلف البلدان العربية. اضافة الى ذلك، هناك باب "خاص بسينماتيك" يكتب فيه العديد من نقاد السينما العرب في العالم العربي وأوروبا، وينشروا فيه مقالاتهم ومتابعاتهم عن الأفلام والمهرجانات حتى قبل ان ينشروها في الصحف المختلفة. كما يتضمن الموقع توثيقا كاملا لكتابات الاستاذ حسن حداد في الصحف والمجلات البحرينية المختلفة على مرّ السنوات منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي. اضافة الى أبواب متنوعة أخرى مثل "ملفات خاصة" و "مهرجان الصور" وخدمات وكتابات أخرى تراكمت خلال هذه السنوات من عمر الموقع. كما يفرد الموقع قسماً خاصاً لمجمل كتابات الناقد السينمائي البحريني الاستاذ "أمين صالح" ... وقسماً خاصاً لعروض الأفلام وبعض المقالات بقلم كاتب المقال تحت عنوان "بانوراما الأفلام". هذا، ويعتبر العديد من كبار نقاد السينما العرب مثل صلاح هاشم وسمير فريد ومحمد رضا موقع "سينماتيك" من أهم المواقع السينمائية العربية وأكثرها رصانة وجدية وغنىً بالمعلومات المتجددة للقارىء والباحث.



موقع سينما ايزيس
www.cinemaisis.com ، www.cinemaisis.blogspot.com
وهي مجلة سينمائية الكترونية تعنى بفكر السينما المعاصرة وفنونها، مؤسسها ورئيس تحريرها الناقد السينمائي المصري المقيم في باريس الاستاذ صلاح هاشم مصطفى. وسيهتم هذا الموقع المتعدد اللغات والاهتمامات – عند تكامل إنشائه – بالسينما العربية والفرنسية والأوروبية والإفريقية والعالمية، ليعكس فكر السينما المعاصرة وفنونها وانجازاتها حول العالم. وللحق، فان الموقع يحمل بأمانة طابع الناقد صلاح هاشم "المتمرد" والخارج عن مؤسسة السينما القائمة في مصر او العالم.لقد وقف صلاح هاشم بمفرده بعيداً عن الجميع ... ولم يساهم في حملة التبجيل والتهليل الشاملة، "غير الموضوعية أحياناً"، بفلم عمارة يعقوبيان. لذا يحفل الموقع الذي انبثق في آب/أغسطس 2005 بمقالات نقدية عميقة "مضادة" للسينما العربية الراهنة في مصر، والسينما القائمة فقط على الإبهار والتقنيات والاثارة في هوليوود وغيرها من عواصم السينما، كما يحفل بمقالات تبجّل السينما التسجيلية والمستقلة والفقيرة والخارجة عن المألوف في مصر وكل مكان، بأقلام أهم النقاد في العالم العربي. يمتاز الموقع بغناه النظري وتغطياته الموسعة العميقة و"غير المهادنة" للمهرجانات التي يحضرها باستمرار "ناسك" السينما صلاح هاشم. كما يمتاز الموقع بخدماته الكثيرة وروابطه الالكترونية الواسعة بمختلف المؤسسات والمعاهد والجهات التي تعنى بالسينما في العالم. سينما ايزيس هي وفاء وتحية من مؤسس الموقع الى دار عرض "سينما ايزيس" في حي السيدة زينب، التي جذبت الطفل صلاح هاشم الى عالم السينما السحري منذ أربعين عام او يزيد.



موقع الفيل (موقع السينما العراقية)
http://filmfil.blogspot.com
موقع ألكتروني او بالأحرى مدونة ألكترونية تعنى بشكل رئيسي بالسينما العراقية والسينمائيين العراقيين، المقيمين خارج العراق على الخصوص، ويحرّر الموقع – الذي تأسس في كانون الثاني/ يناير 2005– ويديره السينمائي والكاتب العراقي المقيم في فنلندا الاستاذ حسن بلاسم. يضم الموقع أقساماً مختلفة للسيناريو والتقنيات ويقدم عروضاً للكتب السينمائية الحديثة وروابط الكترونية متعددة مع مواقع سينمائية مهمة، كما يضمّ أرشيف الموقع مقالات دراسات سينمائية مترجمة لكبار النقّاد والمنظّرين السينمائيين العالميين، وهناك تركيز خاص على الصورة الفوتوغرافية بذاتها او باعتبارها جزءأً من الفلم السينمائي. يمكن اعتبار الموقع تجمّعا للسينمائيين العراقيين الخارجين عن مؤسسة السينما التقليدية او الحكومية في العراق، اضافة الى أصدقائهم من النقاد السينمائيين العرب الذين يساهمون في الكتابة للموقع. والحقيقة ان الموقع يكتسب أهميته من حقيقة كون السينما العراقية او السينمائيين العراقيين في "الداياسبورا" او الشتات يشكّلون الثقل الأكبر او المركزي في صناعة السينما العراقية منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بسبب هيمنة النظام الشمولي الذي احتكر صناعة السينما وسخّرها لأغراض الدعاية والاعلام الدكتاتوري، وكذلك بسبب الأوضاع غير الطبيعية التي يعيشها العراق حالياً من غياب للأمن والخدمات وشيوع الإرهاب والتطرّف الديني. الا ان موقع "الفيل" يعاني – وقت كتابة المقال، نهاية صيف 2006– من صعوبات تقنية وقانونية وربما من مشكلات، أدّت الى انتقاله وقتياً الى موقع القصة العراقية الالكتروني
www.iraqstory.com على شبكة الانترنيت ضمن قسم الفلم.

موقع شريط
www.shreet.com
من أحدث المواقع السينمائية العربية على شبكة المعلومات الدولية، يديره ويحرره من أمستردام الناقد السينمائي العربي الاستاذ محمد موسى، المتميز بملاحقاته النقدية لأحدث الأفلام وكتاباته في صحيفة الحياة وموقع ايلاف الالكتروني. يمتاز هذا الموقع بسهولة التعامل معه من قبل القاريء، إذ يتضمن 5 أبواب على الصفحة الرئيسية هي : الأخبار (السينمائية)، مراجعات الأفلام، مراجعات الـ DVD ، متابعات سينمائية، والسينما التسجيلية العربية. في الغالب يكتب الناقد محمد موسى مراجعات الأفلام السينمائية، الجديدة منها على الخصوص، بالاضافة الى مراجعات للأفلام التي تنزل الى الأسواق على أقراص الـ DVD. بينما يساهم النقّاد والسينمائيون العرب بكثافة في الكتابة الى باب متابعات سينمائية : عن النشاطات والفعاليات والمهرجانات والأحداث السينمائية المهمة في العالم العربي وخارجه، وكذلك الى باب السينما التسجيلية العربية الذي يختص بكل ما يتعلق بالسينما التسجيلية العربية؛ أفلامها وصنّاعها ومطبوعاتها وفعالياتها داخل العالم العربي وخارجه. ولأن الموقع لا يزال في بداياته، فهو يوجه دعوة مستمرة للكتّاب والسينمائيين العرب للمساهمة في أبوابه المختلفة. لقد لاحظنا ان الموقع، بالرغم من طابعه الأوروبي، لا يتوقف كثيراً في عروض الـ DVD عند الملحقات والقضايا الاضافية : مثل المشاهد المقطوعة وزوايا التصوير والنهايات المختلفة للفلم والألعاب الكترونية، والتي تعتبر عوامل ترويج اضافية للفلم على الـ DVD ، على عكس ما تفعل المجلات والمواقع الالكترونية السينمائية الأجنبية عادةً.



مواقع سينمائية عالمية مهمة
موقع ياهو موفيز YAHOO! MOVIES
من أهم المواقع السينمائية التي يسهل الوصول اليها ببساطة بمجرد الدخول الى محرك
www.yahoo.com ، ثم الدخول مباشرة الى قسم الأفلام Movies . هنا توجد خدمات سريعة ومعلومات حديثة ومفيدة – وان كانت هذه المعلومات غير عميقة او غير متخصصة في معظم الأحيان. بالطبع نحن نتحدث هنا عن محرك البحث الشهير "ياهو" في قسم الأفلام ... إذ يشتمل في خدمة البحث Search على قاعدة معلومات واسعة عن معظم الأفلام، الأمريكية منها على الخصوص، وكذلك غير الأمريكية التي عرضت في الولايات المتحدة اذا عرفنا اسم الفلم المطلوب بالانكليزية مثلاً. كما يتضمّن معلومات تفصيلية ومتجددة باستمرار عن شباك التذاكر الاسبوعي الأمريكي، وهو لا يكتفي باعطاء أرقام العائدات اليومية او الاسبوعية فقط ... بل يعطي اسم الشركة المنتجة للفلم واسم الشركة الموزعة للفلم، وعدد الصالات التي يعرض فيها الفلم وعدد أسابيع العرض داخل الولايات المتحدة. كما يمكن الحصول على عرض سريع ومختصر لكل فلم جديد يرد اسمه في قوائم شباك التذاكر، اضافة الى صور ولقطات من الفلم، وأبطاله وصنّاعه من الكتّاب والمخرجين والمنتجين ومعلومات مفيدة عنهم وسيرهم وأعمالهم، وتقييمات نقدية سريعة ومختصرة للأفلام – لكنها على الأغلب سطحية ومختصرة.
وبصورة عامة، يمكن القول ان الموقع يجهّز الباحث بكل ما يحتاجه تقريباً لكتابة المقالات وعروض للأفلام الجديدة في الصحف اليومية والاسبوعية، ومتابعة عالم السينما الأمريكية والعالمية بشكل عام ... لكن من دون الدخول في التفاصيل او العمق النقدي. كما نجد في صفحات الموقع المختلفة اعلانات ومواعيد عرض وخدمة قطع التذاكر و"مقاطع او Clips" و " مقدمات او Trailers " للأفلام الجديدة، اضافة الى أخبار وشائعات حول الأفلام والنجوم والشركات والجوائز والمهرجانات السينمائية المختلفة. وللحق، فان خدمة "ياهو موفيز" تتطور باستمرار منذ سنوات، ويمكن حتى العثور فيها على مقالات رأي وتقييمات عميقة حول الأفلام أحياناً. وقد قرأت العديد من المقالات المهمة والممتعة في جريدة الفنون وغيرها من المطبوعات، وحتى في مجلات أجنبية أحياناً، مبنية كلياً على الأرقام والمعلومات والأخبار التي تقدمها خدمة ياهو موفيز المجانية.
موقع جوائز الأوسكار
www.oscar.com
هذا هو الموقع الرسمي لجوائز الأوسكار الشهيرة، التي تقدمها سنوياً أكاديمية علوم وفنون السينما في أمريكا. هذا الموقع الذي يبدو "خاملاً" في الأوقات الاعتيادية، هو عبارة عن أرشيف كبير من المعلومات والصور والأخبار عن جوائز الأوسكار والفائزين بها من أفلام ونجوم ومخرجين وكتّاب وموسيقيين ومنتجين وفنيين وغيرهم ... عبر عشرات السنين من تاريخ او عمر جوائز الأوسكار التي تعود الى العقود الأولى من القرن العشرين. لكن الموقع ينشط كلما اقترب موعد توزيع جوائز الأوسكار في الأشهر الأولى من كل عام، بنشر الاخبار والشائعات عن المرشحين للجوائز من أفلام وأشخاص، ثم بنشر القائمة الرسمية للمرشحين ... والتي يصاحبها عادة ما يشبه الاستفتاء/المسابقة حول توقعات زوّار الموقع لنتائج جوائز الأوسكار لذلك العام. وأخيراً، نصل الى اليوم الموعود الذي يهزّ العالم هزّاً، فينشط الموقع في الأيام التالية للحفل بنشر نتائج الجوائز الرسمية والصور واللقطات الجميلة من الحفل لفاتنات ونجوم السينما العالميين. ولا غنى للباحث السينمائي عن العودة بشكل متكرر الى هذا الموقع، وخصوصا في الأسابيع التي تسبق وتلي توزيع الجوائز. كما يمكن الاستفادة من الموقع في الأوقات الأخرى لمراقبة التغيرات والميول والاتجاهات السائدة في السينما الأمريكية في أي عام من الأعوام.
من الجدير بالملاحظة، انه لا يوجد موقع رسمي لجوائز الكرة الأرضية الذهبية او الـ Golden Globes ، التي تقدمها رابطة المراسلين الأجانب في أمريكا، والتي تسبق جوائز الأوسكار زمنياً وتمهّد لها تقريباً ... ويكون بينهما توافق كبير في معظم الأحيان في الترشيحات والجوائز النهائية أيضاً. لكن يمكن الوصول الى أرشيف وأخبار وصور ومعلومات حول جوائز الغولدن غلوبز من خلال مواقع أخرى، أهمها قاعدة المعلومات السينمائية الدولية
www.imdb.com/sections/Golden_Globes_USA التي تتضمّن معلومات سينمائية هائلة في جميع المجالات والموضوعات ومن جميع أنحاء العالم تقريباً. اضافة الى موقع الكتروني متخصص بالجوائز السينمائية يدعى www.film-awards-online.info/ الذي يقدم معلومات حديثة وأرشيفية عن مختلف الجوائز العالمية. والحقيقة، انه توجد حالياً مواقع ألكترونية خاصة لمعظم الجوائز السينمائية، سواء كانت مهمة او ثانوية، وهي جميعاً توفر أرشيفات وقواعد معلومات للباحث للمتخصص والشخص المهتم.
موقع المهرجانات السينمائية العالمية
www.filmfestivals.net
واحد من أهم المواقع السينمائية للباحثين السينمائيين وعشاق السينما في العالم أجمع. لقد تزايد عدد المهرجانات السينمائية بشكل مذهل وانتشرت جغرافياً في أرجاء المعمورة ... حتى انها تحولت الى قطّاع اقتصادي وتجاري دولي راهن، وأصبحت متابعتها والتنسيق بين نشاطاتها ومواعيدها وعروضها أمراً معقداً أحياناً. وبعد ان كانت المهرجانات العالمية تقتصر على مدن أوروبية كبرى مثل كان وفينيسيا وبرلين وموسكو، هناك اليوم مهرجان أفلام روائية عالمي وآخر عربي في روتردام، ومهرجان أفلام تسجيلية عالمي في أمستردام ... في هولندا. وهناك مهرجانات في لندن وكليرمونت فيرون وكارلو فيفاري وباريس أيضاً. في الولايات المتحدة الأمريكية هناك العديد من المهرجانات مثل "سَنْ دانسْ" و "ترايبيكا"، وفي كندا هناك مهرجان تورونتو، ومهرجانات أخرى في الدول الآسيوية؛ في اليابان والهند وهونغ كونغ وتركيا وغيرها. وفي العالم العربي هناك مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش وقرطاج ودمشق والاسكندرية والاسماعيلية وغيرها. وعادة ما يتبارى مدراء المهرجانات المختلفة في طرح تصوراتهم والدعاية والترويج لمهرجاناتهم قبل أشهر من انعقادها من خلال هذا الموقع المهم.
بالطبع، لكل مهرجان مهم وجادّ موقعه الالكتروني الخاص به، من خلاله يتواصل مع جمهوره ومع المشاركين به من نقّاد ونجوم وصنّاع سينما، ويتضمّن أرشيفه الخاص وانجازاته عبر السنين .... لكن موقع المهرجانات السينمائية العالمية يمتاز بأنه يشكّل "خارطة الطريق" للسينمائيين الشباب لعرض أفلامهم الأولى وتقديم تجاربهم المبكرة حول العالم، وفضاءاً للسينمائيين المستقلين حول العالم لايصال أصواتهم ورؤاهم. وعلى سبيل المثال، تمكنّ السينمائي العراقي الشاب عدي رشيد من عرض فلمه الروائي الأول في عدة مهرجانات في مدن أوروبية وآسيوية وعربية خلال عامين من انجاز فلمه، بفضل مراسلاته وعلاقاته واتصالاته المتعددة والمتنوعة. ان موقع المهرجانات العالمية يمكّن السينمائي والناقد من تنظيم مشاركاته وحضوره على مدى العام بأكمله. كما يمكّن الصحفي والباحث من الحصول على المعلومات الضرورية والنتائج والأخبار والصور اللازمة لعمله وبحوثه.
خاتمة
هذه أمثلة بارزة عن المواقع الالكترونية السينمائية العربية والعالمية. هناك مواقع سينمائية خاصة لمخرجين عرب مثل يوسف شاهين وقاسم حَوَل وآخرين، هناك مواقع خاصة لنجوم السينما الكبار في هوليوود والغرب، بعضها رسمية لها صلة بالنجم المعني، وبعضها يشرف عليه المعجبون فقط. كما ان معظم المجلات السينمائية العالمية الشهيرة مثل Entertainment Weekly، Empire، Total Film، Impact، Film Review .... وغيرها، لها مواقع الكترونية مذكورة على أغلفة هذه المجلات ... لكن بعض هذه المواقع لا تتيح الاستفادة الكاملة من الموقع الا للمشتركين بالمجلة الورقية او الموقع الالكتروني، كما ان هذه المواقع في الغالب لا تقدم أشياء مهمة او اضافات قوية او أسرار "مهمة"، لأنها في الأساس تحاول الترويج لمجلاتها الورقية وزيادة مبيعاتها ... لذلك يجب ان لا نتوقع منها تقديم الأشياء الثمينة والعميقة ببلاش!
نحن لا نزال نعيش بعيدين عن اليوم الذي سنحرق فيه الورق او نستغني عنه. اذ لا تزال المعرفة الانسانية الاساسية مكتوبة وموثّقة على الورق في الكتب والمجلات وغيرها من المطبوعات. صحيح ان النشر الالكتروني يتزايد يوم بعد يوم، ويدخل في مجالات وفضاءات جديدة، ويكتسب أرضيات وأسواق .... الا انه مطبوع بطابع السرعة والايجاز والاختزال والتسطيح والتعميم أحياناً، والبحث عن الأرباح المادية السريعة غير المكلفة. وللوصول الى العمق النقدي والفني والأفكار ووجهات النظر والأسرار ... لابد من العودة الى المطبوعات الورقية من كتب ودوريات متخصصة. وفي هذا المجال، نؤكد ان العالم العربي بحاجة الى أكثر من مجلة سينمائية متخصصة لسدّ الفراغ النظري والنقدي، لعرض مختلف السينمات العربية داخل وخارج العالم العربي، اضافة الى مواكبة السينما العالمية والأمريكية نقدياً واعلامياً وفنياً. ونذكّر هنا بالدور الذي لعبته مجلة "الفن السابع" المصرية الراقية شكلاً ومضموناً قبل سنوات قلائل في الحياة السينمائية العربية بين المختصين والمعجبين، والتي كانت تصدر بدعم وتمويل من النجم المثقف الاستاذ محمود حميدة ... وكيف توقّفت بسبب مشاكلها المادية والقانونية، ولم تمتد أية يدٍ رسمية او غير رسمية لمساعدتها على تجاوز محنتها!
سينماتك




تنويه : يتحدث الاستاذ يوخنا دانيال في هذا المقال عن موقع الفيل في نسخته الاولى 2005 ـ 2006 قبل ان يتوقف ومن ثم يعاود الصدور بصيغة مختلفة الى حد ما 2008


رسالة عدنان المبارك

الأحد، 31 أغسطس 2008








العزيز حسن

كنت قد هنأتك على عودة الفيل في إحدى رسائلي. والأمل كبير في أن تكون عودة شبيهة بإشعال أكثر من شمعة في هذا الظلام الكوني الذي أطبق على العراق و فنونه.
كما تعرف أنا لا أتابع بالصورة المناسبة واللائقة أنشطتنا السينمائية. وليس الدافع هنا قنوطي ويأسي من نشوء حياة سينمائية في بلادنا تملك سمات فن الفلم من هذا القرن الجديد. ومما لاشك فيه إتفاق الجميع بأن طريقا كطريق الفلم العراقي لن تحدث فيه معجزة القفزات الكبرى و إختصار المراحل. إذ لابد من أن تكون هنا أحوال مثابرة كمثابرتك ، مثابرة النحل الذي يفقه بالغريزة مبدأ تعاقب المراحل ...
رغم تشاؤمي الذي لاعلاج له إذا لم تتدخل قوى فوق طبيعية ، أجد أن حدسا غامضا فيّ يفيدني : ( في جحيم كالجحيم العراقي قد يبدو حسن بلاسم كأنه يعدو وراء أحلام لا رصيد لها في الواقع الفعلي والراهن ، لكن الحقيقة تقول إن كل شيء ممكن إذا اخذنا بفلسفة النحل وضرورة الخطوة الأولى ...). وما يعزز صدقية هذا الحدس يقيني من أنك لا تعرف الحياة من دون مهام !
أعترف بأني أردت أن أؤجل موعد كتابة هذه الرسالة كي ألمس أولا كيف حال الفيل بعد زمن معقول من ولادته الجديدة. لكني لم أنتظر. فالفيل نهض بسرعة ، وما علينا الآن إلا حثه على الأخذ بوتيرة أخرى...
أكرر التهانيء و أعبر مرة اخرى عن الأمل الكبير في أن تحقق عبرالفيل وغيره أحلامك الجميلة عن فن سينمائي عراقي حقيقي.
عدنان المبارك


موقع الفيل السينمائي



المواقع السينمائية العربية في الشبكة العنكبوتيّة (2)
موقع الفيل السينمائي
مبادرة للاحتفاظ بالقوة الممكنة والمتبقية من أجل الحلم/السينما
باريس/ صلاح سرميني

في 13 يونيو 2005


تأسس موقع (الفيل السينمائي) مع مطلع عام 2005، وهو محاولةٌ شخصيةٌ من المخرج، والناقد السينمائي العراقي (حسن بلاسم) المُقيم حالياً في (هلسنكي/فنلندا)، بعد أن تبين له بأن (السينما العراقية) لا يُمثلها أي موقع سينمائي مختص في (الشبكة العنكبوتية)، وخاصة، بعد توقف (سينمائيون)، الموقع الوحيد الذي كان يُمثل (السينما العراقية).
يقول (حسن بلاسم) في مراسلات شخصية معه:
ـ بحثتُ عن مواقع، وصفحات مجانية لتأسيس الموقع، وذلك بسبب انعدام الامكانيات المادية الشخصية، وعثرت علي خدمات (البلوك) المجانية لتصاميم المواقع، واكتشفت بأن الكثير من الشركات، والصحف، والفنانين في مختلف أنحاء العالم، قد استفادوا من ذلك، فقررتُ اطلاق موقع (الفيل السينمائي) .
في البداية، كانت فكرتي الاهتمام بـ(السينما العراقية) تحديداً، واعتمدتُ علي نقل المواضيع، والدراسات المُختصة من مواقع أخري، وحاولتُ ـ قدر المُستطاع ـ الابتعاد عن الأخبار المُوجزة.
ومن ثم وجهتُ دعوات كثيرة الي المُختصين، والهواة في السينما العربية، والعراقية، فكانت الردود مُشجعة، وبدأت تصلني كتابات خاصة بالموقع من كتاب عرب، وعراقيين، ففكرتُ بأن يكون الموقع مفتوحاً لهم جميعاً، مع الاحتفاظ بالقليل من الخصوصية العراقية للموقع، خاصةً، وأننا نحلم باعادة بناء (السينما العراقية)، بعد أن تحطمت تماماً طوال زمن الديكتاتورية.
ومع ازدياد عدد القراء، والمُتابعين، ورسائل التشجيع الجميلة التي وصلتني من كل مكان، قمتُ بتوسيع الموقع، ليشتمل علي زوايا مُستقلة، واحدةُ تهتم بفن كتابة السيناريو، وأخري تُعني بالكتب السينمائية(أخبار الكتب، والمُراجعات)، وظهر مؤخرا (الفيل) باللغة الانكليزية، ومازلتُ أحاول توسيع أبواب الموقع، علي الرغم من مشكلة الخدمات المحدودة التي يقدمها (البلوك) بسبب صبغته المجانية.
ببساطة، هدف الموقع، هو اثراء الثقافة السينمائية العربية، والعراقية، والتي تعاني من فقر واضح، وذلك بنشر (أو اعادة نشر) دراسات، ومواضيع عن السينما العالمية، والعربية الجادة، ومحاولة مد الجسور بين الشباب، والرواد، والسينما المُهاجرة، والمحلية، والعمل علي ترويج الكتابات الشابة في مجال النقد السينمائي، وكتابة السيناريو.
ولكن، من أهم المشاكل التي تواجهني حالياً، هي الامكانيات المادية، والاعتماد علي الجهد الشخصي في الاشراف علي الموقع، وندرة الكتابات المُختصة في مجال النقد السينمائي باللغة العربية، ولهذا، أبحث الآن عن أي جهة مُمولة تُساند (الفيل) ليظهر بحلة، وامكانية جديدة.
وفي رسالة أخري، يشرحُ (حسن بلاسم) أسباب اختياره لـ(الفيل) اسماً، وشعاراً لموقعه:
ـ في الحقيقة، أحتفظ في ذاكرتي بعلاقةٌ شخصيةٌ مع هذا الكائن (الفيل)، حين كنت أعيش في تركيا بصورة غير شرعية، عملت لفترة في بار، وكنت أغسل كؤوس الزبائن التي لم تكن تتوقف لحظةً واحدة، ومع ذلك، كانت سعادتي بعد انتهاء ساعات العمل الطويلة، هي الذهاب الي حديقة الحيوان القريبة من مكان العمل، حيث كنت أجلس لأكثر من ساعة أمام الفيل يا له من كائن حزين، وكئيب، ومع ذلك، ظل محتفظاً بقواه.
وهكذا، فكرتُ بأن أمنح الموقع اسمه، وكأنني أردت القول: بأنه رغم كل الاحباط، والحزن، والمرارة في وجودي الضيق تحت يافطة انسان عراقي، اضافةً الي عذاباتي الشخصية في طريق الهجرة غير الشرعية الي أوروبا، والتي كادت أن تُجهز علي آخر فسحة أمل، اضافةً الي صحتي التي تدهورت بأسلوب الكوميديا السوداء، رغم كل هذا، لنحتفظ بالقوة المُمكنة، والمُتبقية من أجل الحلم/السينما، هكذا أردت أن أقول لأصدقائي الذين مازالوا يعيشون مجازر اليوم الدامي في العراق، وهي نفس الرغبة التي حرضتني لاختيار (الفيل) اسماً لموقعي السينمائي، أو هذا ما توهمت .
ہہہ
منذ انطلاقته في شهر كانون الثاني (يناير) من عام 2005، يضعنا موقع (الفيل السينمائي) مباشرةً في قلب الثقافة السينمائية الجادة، والتي لا نعثرُ عليها الا في المجلات السينمائية المُتخصصة، أو صفحات السينما لبعض الصحف، والجرائد اليومية.
فبالاضافة للمواد المُتلاحقة خلال الشهر، أياً كان، يمكن للقارئ المُتصفح العودة الي أرشيف الموقع للشهور السابقة.
يقدم لنا أرشيف شهر كانون الثاني (يناير) 2005 دراسة بعنوان(مُراجعات في بُنية الفيلم/التنوع الأسلوبي في بُنية السرد الوثائقي)، لكاتبها (د. صلاح الموسوي) من (أكاديمية الفنون الجميلة) في بغداد، والتي نشرها في جريدة (الزمان) بتاريخ 16/9/2004.
هكذا، وبدون مقدمات، يبدأ (حسن بلاسم) موقعه عن السينما العراقية، وأشعر بأنه يتمزق غربةً، وحنيناً للعودة الي (أكاديمية الفنون الجميلة) في (بغداد) حيث درس، وربما الي مقاعد الدراسة نفسها، ليستمع من جديد الي أساتذته يتحدثون عن تاريخ، ونظريات، وجماليات السينما.
وبقراءة الدراسة، تتبين لنا أسباب اعادة نشرها في الموقع، وذلك لأنها ببساطة تتعلق بفيلم تسجيلي لـ(حسن بلاسم) نفسه أنجزه خلال دراسته في الأكاديمية، هذه البداية، تمنحنا الانطباع بأن (الفيل السينمائي) بدأ موقعاً شخصياً، سرعان ما تحول خلال شهور قليلة الي واحد من أهم المراجع المُتخصصة للثقافة السينمائية. في أرشيف شهر شباط (فبراير) 2005، بدأ الموقع يتشعبُ في اهتماماته، وموضوعاته.
بعد الخبر المُطول عن (تظاهرة السينما الشعرية) التي صاحبت الدورة الرابعة لـ(مُسابقة أفلام من الامارات) في (أبو ظبي) لعام 2005، يلحقه مباشرةً خبر آخر عن الفيلم التسجيلي القصير(رسالة حب الي ابنة الرئيس بوش) للمخرج العراقي (سعد سلمان)، وملخص سيناريو فيلم جديد يعمل عليه حالياً.
وفي نفس الشهر، نقرأ نصاً استرجاعياً بعنوان (لاتصلبوا المشهد، كما كانوا يصلبوننا)، وكما كل نصوصه، يستعيرُ (حسن بلاسم) من تقنيات كتابة السيناريو، وميله لقراءة الشعر، وكتابته.
ويستمر في اعادة نشر ما يعثرُ عليه من مقالات، ودراسات تخص السينما العراقية، أو كتبها عراقيون، مثل دراسة (فراس عبد الجليل الشاروط) بعنوان (بُنية الصورة بين الشعر، والسينما)، يتبعها خبر مُطول عن المشروع السينمائي الجديد للمخرج العراقي (قاسم حول).
وحتي ذلك الشهر، يبدو بأن (الفيل السينمائي) يريد أن يكون موقعاً متخصصاً بالسينما العراقية (المُقيمة، أو المُهاجرة):
في وعي السينمائي العراقي (فراس عبد الجليل الشاروط)، متي يدخل الفيلم في جسم الثقافة العربية( د. طاهر عبد مسلم)، خبرٌ مطول عن الفيلم الوثائقي (رحلة غروب) لمخرجه (ضياء خالد)، بصدد الفيلم العراقي (د . طاهر عبد مسلم)، المخرج (طارق هاشم) في فيلمه التسجيلي الطويل (16ساعة في بغداد): تقنية الصدمة، وآلية الذهول (عدنان حسين أحمد)، مركز وطني للسينما بلا تمويل ذاتي (د. طاهر عبد مسلم)، سينمائيون نظريون، وآخرون في الميدان (د. طاهر عبد مسلم)، من سيُمثلنا في مهرجان الفصول الأربعة لكل الفنون (د. طاهر عبد مسلم)، السينما العراقية المُهاجرة (صلاح سرميني)، كاميرات السينما تدور في بغداد (لوك بيكرز ـ رويترز)، من يومياتي مع الفن السابع (عدنان المبارك).
ولكنه يُطعمها بدراسات تنظيرية:
قراءةٌ في أتون الحكاية (د. حسن السوداني)، بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي (أحمد تامر جهاد)، عبقرية الصورة، والمكان: التعبير ـ التأويل (عبد العليم البناء)، الرواية والسينما، واشكالية الاقتباس (فراس عبد الجليل الشاروط)، الموسيقي، نقطة الضعف ـ جزءٌ من كتاب بعنوان: تأملات في السينما، والتلفزيون، سيصدر قريبا للمخرج (قاسم حول)، حلم الممثل، وتنوعاته الفريدة (عبد الخالق كيطان)، التابو في الفيلم الديني (د. حسن السوداني)، الصورة ذاتها فكرةٌ، وغواية (أحمد تامر جهاد، حاوره: حيدر عبد الخضر)، رسالة الي سينمائي شاب (ترجمة، واعداد: محمد علي يوسف)، استبطان الذات بلقطة كبيرة (أحمد تامر جهاد)، السينما الرقمية (بدون توقيع)، فعل بالسينما مافعله ت. س. اليوت في الشعر (حسام الحلوة)، الدوغما، والقواعد العشرة (بدون توقيع).
وكما يبدأ الموقع في استقطاب دراسات خاصة (وهذا لا يمنع نشرها في وسائل اعلامية أخري)، يستمر في النقل عن مواقع أخري (سينماتك، سينماك، القصة العراقية، كيكا، الحوار المُتمدن، قنطرة الألماني، جهة الشعر)، وصحف، ومجلات (المستقبل، السفير، المدي، القبس، الزمان، البيان، الحياة، نزوي، أوان)، ومن ثم كتاب (حول السينما الشعرية).
وخلال شهر واحد من عمر الموقع، انهمرت الأخبار، والمقالات، والدراسات، وتنبه له الكثير من صُناع السينما العراقية، ووجدوا فيه متنفساً للتعبير، ونافذةً يطلون من خلالها علي المشهد السينمائي العراقي في الداخل، أو في المهجر.
وخلال الخطة التحريرية التي التزم بها (حسن بلاسم) منذ البداية، فقد فرض علي موقعه الالتزام بثقافة سينمائية رفيعة، ترتكز علي مشاركات أسماء (عراقية بالأخص) تمتلك خبرات أكاديمية، وتتعامل مع الفيلم ـ والسينما بشكل عام ـ من خلال رؤية تنظيرية بعيدة عن المُتابعة الخبرية.
وبالاطلاع علي أرشيف الشهور التالية، وحتي حزيران (يونيو) من عام 2005، استعادت ذاكرتي مجلة (الحياة السينمائية) الفصلية، والتي تصدر عن (المؤسسة العامة للسينما) بدمشق في فترات غير منتظمة، وتعتمد في معظم موادها علي الدراسات النقدية التنظيرية ـ المُترجمة خاصة ـ بينما عرفت مجلة (الفن السابع) المصرية التي كان يُمولها الفنان (محمود حميدة) بأن تجمع بين الماضي، والحاضر، والمستقبل، وذلك بالعودة الي تاريخ السينما، نظرياتها، مدارسها، ومتابعة الأحداث السينمائية المُعاصرة، والتطلع نحو التقنيات الجديدة، والجماليات السينمائية المُستقبلية.
وفي مسيرة تطوره، فقد أقدم موقع الفيل مؤخراً علي تخصيص زاوية خاصة تتعلق بالسيناريو من الناحية العملية، والتنظيرية، وزاوية أخري تهتم بالاصدارات الجديدة من الكتب عن السينما، وثالثة لأخبار المهرجانات، والمتابعات، ورابعة تهتم بالأفلام الوثائقية، والتحريكية، وخامسة تُحيلنا الي مواقع سينمائية أخري.
نستخلص من قراءتنا لموقع الفيل، بأنه لا يزال ـ حتي اليوم ـ يعيش علي دراسات من مخزون أصحابها، وبدأ ينتبه مؤخراً الي ضرورة ملاحقة الأحداث المُعاصرة (عربياً، وعالمياً).
ولكن، مايزال الموقع يتردد بين ميله الي التخصص بالسينما العراقية ليصبح أرشيفاً، ومرجعاً لماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، وصبغته التنظيرية، والبحثية التي تشمل معظم مواده.
وأعتقد، بأنه من المُمكن تحقيق الهدفين باعادة تبويب الموقع، والعمل علي استقطاب حال المشهد السينمائي العراقي (في الداخل خاصةً).
ومهما كان الاختيار المستقبلي لطبيعة الموقع، وتخصصه، فانني علي يقين بأنه سوف يكون دائماً موقعاً متميزاً، ومنارة مُضيئة لثقافة سينمائية جادة.

تنويه من موقع الفيل : يتحدث الناقد والكاتب صلاح سرميني في هذا المقال عن موقع الفيل في نسخته الاولى 2005 ـ 2006 قبل ان يتوقف ومن ثم يعاود الصدور بصيغة مختلفة الى حد ما 2008


الفيل والغراب

الأربعاء، 28 مايو 2008





حسن بلاسم





عدت بسرعة الضوء الى الماضي. كنت جالسا فوق مقعد المرحاض عزيزي انشتاين. توغلت حتى سن الثانية عشرة. كانت هناك شمس رمانية تغطس في الافق. كنت أجلس في سطح البيت أجرب أن أدغدغ كلمة بأخرى. كنت أكتب قصيدة عن البحيرة الذي قرأت عنها في قصيدة شاعر ميت. شاهدت غرابا يحط على أسلاك عمود الكهرباء، وقف متأملا سطوح المنازل ثم رمقني بنظرة ساخرة.
( يغطس فتغرق البحيرة فيه ، الصبي الذي اتاح للماء بياضه الحزين )
اختفى الغراب حين رفعت بصري من على الورقة.
وعندما رجعت بالسرعة ذاتها، كان هناك من يجلس على مقعد المرحاض ويتذكرني. كان رجل متعب ، عار ، يضرط ، و كان يشبه الغراب ...
البارحة كان الأحد ، غدا هو الثلاثاء ، ماهي وعود الزمن عزيزي الغراب ؟
طير لكل طفل ، برتقالة واحدة لكل ميت...
غراب لكل قلب نيئ
فزاعة لكل حقل ...
على كل حال ، نزلت الى طابق آخر من طوابق الواقع. عدت الى الرسائل الكثيرة التي تلقيتها بمناسبة عودة موقع الفيل السينمائي. رسائل إطراء ، رسائل طيبة ، رسائل مشجعة ، رسائل تسأل بنية صافية إن كان هناك شيء إسمه سينما عراقية حتى يكون لها موقع خاص على شبكة النت. وأخرى غاضبة من بعض المخرجين العراقيين ولا أدري ماعلاقة هذه الاخيرة بموقع الفيل. تلقيت أيضا أسئلة أخرى عما إذا كان لدي جديد في مجال الفيلم ولم لا أشارك في مهرجان. منذ سن مبكرة وكلمة مهرجان تذكرني بالمفرقعات النارية. بالطبع للمهرجانات فوائد صحية كثيرة. اعتقد ان اهمها هو ممارسة رياضة التصفيق. لا ، لا ...عذرا ... انها مجرد مزحة. في الحقيقة لايوجد لدي عمل يستحق المهرجان.
شكرا للجميع. نعم ، شكرا من اعماق قلب يعمل بثلاث بطاريات. الحلم ، الخوف ، اليأس. قلب شيزوفريني لكنه طيب. أقدم أيضا بهذه المناسبة شكري ومحبتي لجميع الكتب و لجميع الموتى الذين ساعدوني على البقاء على قيد الحياة. لولاهم لكنت قد قتلت نفسي منذ زمن طويل. شكرا للورق ورماد العظام على محاولة اضفاء المعنى على هذا الوجود. لايهم إن واصل الوجود عبثه وغموضه بفضلكم ايضا. مايسعدني حقا هو انني اقوم بفضلكم اليوم بواجباتي الشعرية والانسانية المتواضعة من دون طمأنينة زائفة. ومهما كانت قاسية و لاتحتمل خيبة وأوهام اغلب تلك الواجبات ، فهي في نهاية المطاف الكبرياء الوحيدة التي اتاحت لي احتمال ذل هذا العالم ومحاولة مطارة غموضه مثل كلب وفي.
قبل أيام انتهيت من مونتاج فيلم وثائقي قصير ( ١٥ دقيقة ) عن ستة فنانين مهاجرين من بلدان مختلفة ، اشتغلته بأسلوب الفيديو آرت. وفي الشهر القادم سوف يعرض لي فيلم تجريبي قصير بعنوان : حياة بسرعة الضحك ، ضمن برنامج ـ السينما الجديدة ـ على قناة التلفزيون الفنلندي الاولى. انها مجرد تمارين فيديوية بسيطة. لدي فلم يتنفس على الورق ( شيطان ـ ملاك) احاول أن اجد له منتج منذ اكثر من عام. وآخر عن الصمت والأرق بالطريقة السيورانية. ولدي حقيبة جاهزة للعودة الى العراق والعمل هناك. لكن جميع الاصدقاء يقولون انك ستقتل. احد الاصدقاء يقترح أن نعود الى بغداد وأن نعمل بسرية تامة. هذا يعنني اننا سنعمل كحزب سياسي محظور في زمن الديكتاتور : حين يقبض علينا ، نعدم. وربما حين يقبض علينا اليوم ، سيضعون روؤسنا في صناديق الموز. واجسادنا في تلال الزبل المنتشرة في الازقة والساحات.

احلم في سينما الشعر. سينما الواقع اشتهيها لكابوس واحد هو سيرة حياتي محملة بسيرة الموتى. احلم في سينما لاتؤسس لبلد ما صالة ارشيفية وتاريخ فحسب. احلم بسينما يكون الانسان والغائط فيها هو الصالة وهو الظلام. وهذا قسم من الجواب عن السينما العراقية ـ اقصد اننا لسنا ملزمين أبن نشتغل جميعا وفق حلم وطريقة واحدة. فرفوف السينما العراقية تكاد تكون خالية. نحن بحاجة الى سينما واقعية وشعرية وتجريبية وقصيرة وسينما كوابيس وسينما حياة ايضا. وأعرف أن الكثيرين اليوم عينهم على اسلوب واقعية السينما الايرانية في السنوات الاخيرة. ولابأس بذلك ايضا. نحن بحاجة الى كل جهد وحلم. المهم ان تتوفر الفرص للعمل وان يطرد بعضهم الحلم بالوصول الى المهرجان، حتى قبل ان يكتب فلمه. وان يتوقف آخرون عن التفكير بعقلية القبيلة والانتقام من زملاء لهم في العمل من دون سبب.
احاور نفسي مثل مجنون ،وفي ذلك فائدة صحية. وقاية من جرب الخيبة. انا الآخر أشكو من أشياء عديدة : الزمن ، الحروب، الغموض، العبث ، وانعدام فرصة اشتغال فيلم. كلمة (فرصة ...) تذكرني بالتوابيت. لها رائحة خشب مبلل بحيض جثة بدينة. الشكوى هي غيبوبة. نصف موت. اعاقة مقرفة. لهذا كمن يفيق من كابوس، أحاول أن أتشبث بحبل الصباح. أن أفعل شيئا ما قبل ان اغوص من جديد في عتمة الليل. نعم لا توجد سينما عراقية بالمعنى الواسع للكلمة. وقد كتب عن هذا الموضوع كثيرا. ربما هو الاحساس بالذنب والعجز تجاه مايحدث في العراق هو الذي يدفعني لمحاولة التفكيرعن طريق موقع الفيل بأحلام السينما العراقية. لايمكنني أن أجلس وألطم مثل امي ـ امي التي تلطم في الحرب والسلام. ولايمكنني ان اصبح شرطيا يجوب الشوارع بحثا عن القتلة . وليتني كنت عامل إسعاف في مستشفى الجرحى. اظن انني ادرج فكرة العمل في موقع الفيل ضمن واجباتي الانسانية المتواضعة. اما واجباتي الشعرية فهي تخص الأنفاق التي ألقي فيها الانسان من دون رجعة.

أكلت تفاحة سقيمة . كأنها قطعة من البلاسيتك. سأغلق الكمبيوتر. اريد أن أكمل قراءة كتاب بعنوان مملكة الفوضى. كتاب جميل يتحدث عن دور الصدفة في حياتنا. وهو محاولة جريئة وربما خيالية للتحكم بالصدفة أو على الاقل التنبؤبها. مثل هذه الكتب تشحن المخيلة وتمد القصائد بطاقة غير الطاقة الادبية المملة والمتعارف عليها. لكن لم لا اشاهد فيلما روائيا قصيرا؟ انه فلم غريب يتحدث عن اشكال الموت الفجائي الذي يتعرض له بعضهم في سن الشباب . شياطين تسرق نبض القلوب ، وربما هي تقتات على تلك الدقات الذهبية ، موت من دون ان يكون فيه اي منطق طبي ولا حتى منطق شعري. وهذا ماتخيلته ان يحدث لي طوال حياتي. ان أسقط ميتا مثل طير يهوي من السماء بالذبحة القلبية.

الذهاب الى الفراش والتشبث بحلمة النهد افضل بكثير من السقوط في فخ الارق. مارأيك ايها الغراب؟ هناك حيث يمكن التنفس كنبتة في وادي تنام فيه الديناصورات بسلام. الحلمة بعد منتصف الليل هي شمس فوقها ظل ...
والموت مكنسة
نحن مخلفات الزمن...