<body><script type="text/javascript"> function setAttributeOnload(object, attribute, val) { if(window.addEventListener) { window.addEventListener('load', function(){ object[attribute] = val; }, false); } else { window.attachEvent('onload', function(){ object[attribute] = val; }); } } </script> <div id="navbar-iframe-container"></div> <script type="text/javascript" src="https://apis.google.com/js/platform.js"></script> <script type="text/javascript"> gapi.load("gapi.iframes:gapi.iframes.style.bubble", function() { if (gapi.iframes && gapi.iframes.getContext) { gapi.iframes.getContext().openChild({ url: 'https://www.blogger.com/navbar.g?targetBlogID\x3d3949814841454104734\x26blogName\x3dJumpcut\x26publishMode\x3dPUBLISH_MODE_BLOGSPOT\x26navbarType\x3dLIGHT\x26layoutType\x3dCLASSIC\x26searchRoot\x3dhttps://filcut.blogspot.com/search\x26blogLocale\x3dar\x26v\x3d2\x26homepageUrl\x3dhttp://filcut.blogspot.com/\x26vt\x3d4046163276235872092', where: document.getElementById("navbar-iframe-container"), id: "navbar-iframe" }); } }); </script>

Jumpcut

زاوية الفيل ـ حسن بلاسم

الفيل والغراب






حسن بلاسم





عدت بسرعة الضوء الى الماضي. كنت جالسا فوق مقعد المرحاض عزيزي انشتاين. توغلت حتى سن الثانية عشرة. كانت هناك شمس رمانية تغطس في الافق. كنت أجلس في سطح البيت أجرب أن أدغدغ كلمة بأخرى. كنت أكتب قصيدة عن البحيرة الذي قرأت عنها في قصيدة شاعر ميت. شاهدت غرابا يحط على أسلاك عمود الكهرباء، وقف متأملا سطوح المنازل ثم رمقني بنظرة ساخرة.
( يغطس فتغرق البحيرة فيه ، الصبي الذي اتاح للماء بياضه الحزين )
اختفى الغراب حين رفعت بصري من على الورقة.
وعندما رجعت بالسرعة ذاتها، كان هناك من يجلس على مقعد المرحاض ويتذكرني. كان رجل متعب ، عار ، يضرط ، و كان يشبه الغراب ...
البارحة كان الأحد ، غدا هو الثلاثاء ، ماهي وعود الزمن عزيزي الغراب ؟
طير لكل طفل ، برتقالة واحدة لكل ميت...
غراب لكل قلب نيئ
فزاعة لكل حقل ...
على كل حال ، نزلت الى طابق آخر من طوابق الواقع. عدت الى الرسائل الكثيرة التي تلقيتها بمناسبة عودة موقع الفيل السينمائي. رسائل إطراء ، رسائل طيبة ، رسائل مشجعة ، رسائل تسأل بنية صافية إن كان هناك شيء إسمه سينما عراقية حتى يكون لها موقع خاص على شبكة النت. وأخرى غاضبة من بعض المخرجين العراقيين ولا أدري ماعلاقة هذه الاخيرة بموقع الفيل. تلقيت أيضا أسئلة أخرى عما إذا كان لدي جديد في مجال الفيلم ولم لا أشارك في مهرجان. منذ سن مبكرة وكلمة مهرجان تذكرني بالمفرقعات النارية. بالطبع للمهرجانات فوائد صحية كثيرة. اعتقد ان اهمها هو ممارسة رياضة التصفيق. لا ، لا ...عذرا ... انها مجرد مزحة. في الحقيقة لايوجد لدي عمل يستحق المهرجان.
شكرا للجميع. نعم ، شكرا من اعماق قلب يعمل بثلاث بطاريات. الحلم ، الخوف ، اليأس. قلب شيزوفريني لكنه طيب. أقدم أيضا بهذه المناسبة شكري ومحبتي لجميع الكتب و لجميع الموتى الذين ساعدوني على البقاء على قيد الحياة. لولاهم لكنت قد قتلت نفسي منذ زمن طويل. شكرا للورق ورماد العظام على محاولة اضفاء المعنى على هذا الوجود. لايهم إن واصل الوجود عبثه وغموضه بفضلكم ايضا. مايسعدني حقا هو انني اقوم بفضلكم اليوم بواجباتي الشعرية والانسانية المتواضعة من دون طمأنينة زائفة. ومهما كانت قاسية و لاتحتمل خيبة وأوهام اغلب تلك الواجبات ، فهي في نهاية المطاف الكبرياء الوحيدة التي اتاحت لي احتمال ذل هذا العالم ومحاولة مطارة غموضه مثل كلب وفي.
قبل أيام انتهيت من مونتاج فيلم وثائقي قصير ( ١٥ دقيقة ) عن ستة فنانين مهاجرين من بلدان مختلفة ، اشتغلته بأسلوب الفيديو آرت. وفي الشهر القادم سوف يعرض لي فيلم تجريبي قصير بعنوان : حياة بسرعة الضحك ، ضمن برنامج ـ السينما الجديدة ـ على قناة التلفزيون الفنلندي الاولى. انها مجرد تمارين فيديوية بسيطة. لدي فلم يتنفس على الورق ( شيطان ـ ملاك) احاول أن اجد له منتج منذ اكثر من عام. وآخر عن الصمت والأرق بالطريقة السيورانية. ولدي حقيبة جاهزة للعودة الى العراق والعمل هناك. لكن جميع الاصدقاء يقولون انك ستقتل. احد الاصدقاء يقترح أن نعود الى بغداد وأن نعمل بسرية تامة. هذا يعنني اننا سنعمل كحزب سياسي محظور في زمن الديكتاتور : حين يقبض علينا ، نعدم. وربما حين يقبض علينا اليوم ، سيضعون روؤسنا في صناديق الموز. واجسادنا في تلال الزبل المنتشرة في الازقة والساحات.

احلم في سينما الشعر. سينما الواقع اشتهيها لكابوس واحد هو سيرة حياتي محملة بسيرة الموتى. احلم في سينما لاتؤسس لبلد ما صالة ارشيفية وتاريخ فحسب. احلم بسينما يكون الانسان والغائط فيها هو الصالة وهو الظلام. وهذا قسم من الجواب عن السينما العراقية ـ اقصد اننا لسنا ملزمين أبن نشتغل جميعا وفق حلم وطريقة واحدة. فرفوف السينما العراقية تكاد تكون خالية. نحن بحاجة الى سينما واقعية وشعرية وتجريبية وقصيرة وسينما كوابيس وسينما حياة ايضا. وأعرف أن الكثيرين اليوم عينهم على اسلوب واقعية السينما الايرانية في السنوات الاخيرة. ولابأس بذلك ايضا. نحن بحاجة الى كل جهد وحلم. المهم ان تتوفر الفرص للعمل وان يطرد بعضهم الحلم بالوصول الى المهرجان، حتى قبل ان يكتب فلمه. وان يتوقف آخرون عن التفكير بعقلية القبيلة والانتقام من زملاء لهم في العمل من دون سبب.
احاور نفسي مثل مجنون ،وفي ذلك فائدة صحية. وقاية من جرب الخيبة. انا الآخر أشكو من أشياء عديدة : الزمن ، الحروب، الغموض، العبث ، وانعدام فرصة اشتغال فيلم. كلمة (فرصة ...) تذكرني بالتوابيت. لها رائحة خشب مبلل بحيض جثة بدينة. الشكوى هي غيبوبة. نصف موت. اعاقة مقرفة. لهذا كمن يفيق من كابوس، أحاول أن أتشبث بحبل الصباح. أن أفعل شيئا ما قبل ان اغوص من جديد في عتمة الليل. نعم لا توجد سينما عراقية بالمعنى الواسع للكلمة. وقد كتب عن هذا الموضوع كثيرا. ربما هو الاحساس بالذنب والعجز تجاه مايحدث في العراق هو الذي يدفعني لمحاولة التفكيرعن طريق موقع الفيل بأحلام السينما العراقية. لايمكنني أن أجلس وألطم مثل امي ـ امي التي تلطم في الحرب والسلام. ولايمكنني ان اصبح شرطيا يجوب الشوارع بحثا عن القتلة . وليتني كنت عامل إسعاف في مستشفى الجرحى. اظن انني ادرج فكرة العمل في موقع الفيل ضمن واجباتي الانسانية المتواضعة. اما واجباتي الشعرية فهي تخص الأنفاق التي ألقي فيها الانسان من دون رجعة.

أكلت تفاحة سقيمة . كأنها قطعة من البلاسيتك. سأغلق الكمبيوتر. اريد أن أكمل قراءة كتاب بعنوان مملكة الفوضى. كتاب جميل يتحدث عن دور الصدفة في حياتنا. وهو محاولة جريئة وربما خيالية للتحكم بالصدفة أو على الاقل التنبؤبها. مثل هذه الكتب تشحن المخيلة وتمد القصائد بطاقة غير الطاقة الادبية المملة والمتعارف عليها. لكن لم لا اشاهد فيلما روائيا قصيرا؟ انه فلم غريب يتحدث عن اشكال الموت الفجائي الذي يتعرض له بعضهم في سن الشباب . شياطين تسرق نبض القلوب ، وربما هي تقتات على تلك الدقات الذهبية ، موت من دون ان يكون فيه اي منطق طبي ولا حتى منطق شعري. وهذا ماتخيلته ان يحدث لي طوال حياتي. ان أسقط ميتا مثل طير يهوي من السماء بالذبحة القلبية.

الذهاب الى الفراش والتشبث بحلمة النهد افضل بكثير من السقوط في فخ الارق. مارأيك ايها الغراب؟ هناك حيث يمكن التنفس كنبتة في وادي تنام فيه الديناصورات بسلام. الحلمة بعد منتصف الليل هي شمس فوقها ظل ...
والموت مكنسة
نحن مخلفات الزمن...
« Home

» إرسال تعليق