رسالة عدنان المبارك
العزيز حسن
كنت قد هنأتك على عودة الفيل في إحدى رسائلي. والأمل كبير في أن تكون عودة شبيهة بإشعال أكثر من شمعة في هذا الظلام الكوني الذي أطبق على العراق و فنونه.
كما تعرف أنا لا أتابع بالصورة المناسبة واللائقة أنشطتنا السينمائية. وليس الدافع هنا قنوطي ويأسي من نشوء حياة سينمائية في بلادنا تملك سمات فن الفلم من هذا القرن الجديد. ومما لاشك فيه إتفاق الجميع بأن طريقا كطريق الفلم العراقي لن تحدث فيه معجزة القفزات الكبرى و إختصار المراحل. إذ لابد من أن تكون هنا أحوال مثابرة كمثابرتك ، مثابرة النحل الذي يفقه بالغريزة مبدأ تعاقب المراحل ...
رغم تشاؤمي الذي لاعلاج له إذا لم تتدخل قوى فوق طبيعية ، أجد أن حدسا غامضا فيّ يفيدني : ( في جحيم كالجحيم العراقي قد يبدو حسن بلاسم كأنه يعدو وراء أحلام لا رصيد لها في الواقع الفعلي والراهن ، لكن الحقيقة تقول إن كل شيء ممكن إذا اخذنا بفلسفة النحل وضرورة الخطوة الأولى ...). وما يعزز صدقية هذا الحدس يقيني من أنك لا تعرف الحياة من دون مهام !
أعترف بأني أردت أن أؤجل موعد كتابة هذه الرسالة كي ألمس أولا كيف حال الفيل بعد زمن معقول من ولادته الجديدة. لكني لم أنتظر. فالفيل نهض بسرعة ، وما علينا الآن إلا حثه على الأخذ بوتيرة أخرى...
أكرر التهانيء و أعبر مرة اخرى عن الأمل الكبير في أن تحقق عبرالفيل وغيره أحلامك الجميلة عن فن سينمائي عراقي حقيقي.
عدنان المبارك